الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

الاثار الناريخية

المعالم الأثرية
تزخر السلطنة بالعديد من المعالم الأثرية التي تروي قصة حضارات ضربت بجذورها في عمق النشأة الأولى للإنسان. وتشير المكتشفات الأثرية التي تعود الى الألف الخامس قبل الميلاد والمتواجدة في مناطق متعددة في السلطنة وغيرها من المواقع التي تم التنقيب فيها على فترات مختلفة.. تشير كلها الى العصور والحقب الزمنية المختلفة التي مرت بها عمان على مدى التاريخ.. وإبداع الإنسان العماني وإسهاماته وتواصله مع الحضارات الإنسانية آنذاك.
وقد بدأت المسوحات الأثرية الأولى في السلطنة مع بداية الخمسينات، حيث قامت البعثات العلمية بالتنقيب في مواقع متعددة بحثاً عن شواهد من الألف الثالثة قبل الميلاد، لتدخل البلاد بذلك مرحلة التاريخ المبني على المكتشفات الأثرية والحقائق العلمية بعد أن أرخ لها في كتب الرحالة أمثال ابن بطوطة وبرترام توماس وماركو بولو وغيرهم. وبلغت الاكتشافات الأثرية ذروتها بعد إنشاء وزارة التراث القومي والثقافة في عام 1976م، حيث نظمت عمليات البحث والتنقيب والدراسة بتنسيق مع الجامعات والمؤسسات العلمية المتخصصة في العديد من دول العالم.
مكتشفات رأس الجنــــــز
بدأت عمليات الاستكشافات الأثرية في رأس الجنز الذي يقع في ولاية صور بالمنطقة الشرقية في عام 1981م عندما عثرت البعثة الإستكشافية الإيطالية الفرنسية المشتركة على قطعة فخارية قديمة ذات نقوش وزخارف تعود الى الألف الرابع قبل الميلاد، وبعد عمليات المسح الأولية للموقع تم التأكد من أهميته التاريخية.. لهذا سعت وزارة التراث القومي والثقافة الى الكشف عنه وعن مواقعه القديمة المطمورة ومدافنه.. فكان التعاقد مع هذه البعثة.. وقد بدأت أولى حفرياتها عام 1985م فتواصلت عمليات التنقيب لتكشف عن مجموعة من المكتشفات الأثرية المتنوعة والتي أذهلت الخبراء والمستكشفين.
كما كشفت تقارير المسح السطحي للمواقع القديمة أنها لم تكن متكدسة في مكان واحد.. بل متوزعة حسب نوع الحضارات القديمة وتوزع الإنسان في خارطة الموقع.. وتكمن أهمية هذه المكتشفات كونها كشفت علاقة الانسان العماني القديم مع من حوله.. فهي تقول إنه صياد ماهر وصانع لكثير من الصناعات الهامة والصعبة قياساً بأدوات ذلك الوقت.. وإنه إنسان إجتماعي يُقدر الحياة ويحبها وقد أقام صلات تجارية مع الأطراف القصية عنه.. حيث مخرت سفنه عباب البحر، فقد خاضت بحر العرب والمحيط الهندي ووصلت الى شواطئ القارة الهندية ليحقق إكتشاف عالم آخر يبدو مذهلاً لأنه مختلف عنه في نمط الحياة والسلوك والمعتقدات وهناك يستبدل بضاعته التي صنعها وصدرها ليستورد بضاعة أخرى هي مقتنيات تعينه في حياته اليومية. ولهذا تكشف المعثورات النحاسية والحجرية وأدوات الزينة والحلي برأس الجنز عن خبرة الإنسان القديم في فنون عدة، كما تتبين أهمية هذا الموقع كونه ميناءً قديماً هاماً ترسو فيه السفن التقليدية.
أهم اللقى الأثرية
1 – مبخرة من حجر الكلس تعود إلى ما بين 2200 – 2100 ق . م .
2 – قطعتان من قاعدة آنية حجرية ( الحجر السماقي ) تعود إلى الحضارة المصرية ، مما يدل على الصلاة الحضارية بين عمان ومصر الفرعونية .
3 – عقد من البرونز ( 2700 – 2000 ق . م ) .
4 – أختام صنعت من الحجر الصابوني والنحاس ، ( 2350 – 2200 ق . م )
5 – خواتم مصنوعة من الحجر الصابوني ( 2350 – 2200 ق . م ) .
6 – مشط من العاج ( 2400 ق . م ) .
7 – قطع القار التـي كانت تطلـى بها القوارب المصنوعة من أعـواد القصب ( 2500 – 2200 ق . م ) .
8 – العديد من قبور فترة أم النار ( 2700 – 2000 ق . م ) ، واعتبرت المدافن التي يدفن فيها سكان مستوطنة رأس الجنز موتاهم عندما يستقرون في فصل الشتاء .
9 – العثور على قطع من الفخار الأحمر ذو الخطوط والرسومات الداكنة اللون وهو من أفضل أنواع الفخار المستخدم في المناطق المقابلة لبحر العرب ، وعثر على الفخار المصقول الذي يرجع إلى الفترة الساسانية الإسلامية ، وكذلك فخار شرق أفريقيا ، والبورسلين الصيني .
10 – رؤوس سهام وفأس من البرونز ( 2700 – 2000 ق . م ) .
11 – صنارات صيد نحاسية الألف الثالث قبل الميلاد .
البليــــــــــد
تقع مدينة البليد الأثرية بمحافظة ظفار على الشريط الساحلي لولاية صلالة في المنطقة الواقعة بين الدهاريز والحافة، وهي إحدى المدن الأثرية كونها من أقدم المدن وأهم الموانئ التجارية. وقد تم بناؤها على جزيرة صغيرة , وكانت تعرف بإسم الضفة وازدهرت ونمت في القرن الثاني عشر والسادس عشر الميلادي , حيث بالإمكان رؤية بقايا المدينة في موقع البليد التاريخي في منطقة الحافة, وقد أجمع الباحثون من خلال الدلائل الأثرية ومن دراسات الفخار والمواد العضوية وغيرها أن الموقع يعود الى عهد ما قبل الإسلام وإكتسب بعد الإسلام رونقاً إسلامياً فريداً من البناء المعماري يظهر ذلك جلياً من خلال مسجدها الكبير الذي يعد من أبرز المساجد القديمة في العالم الذي يضم 144 عمودا ويعتقد أنه شيد في القرن السابع الهجري ـ الثالث عشر الميلادي , كما تم العثور على حصن البليد والعديد من العملات المعدنية. كما تشير الشواهد التي تم الكشف عنها الى أن الموقع كان مأهولاً منذ أواخر الألفية الخامسة قبل الميلاد وأوائل الألفية الرابعة قبل الميلاد ثم أعيد تأسيسها في القرن الرابع الهجري ـ الخامس الميلادي . وقد لعبت هذه المدينة دوراً هاماً في التجارة العالمية في العصور الوسطى حيث شملت صلاتها التجارية موانئ الصين والهند والسند وشرق أفريقيا واليمن من جهة، والعراق وأوروبا من جهة أخرى، حيث كانت تجارة اللبان مزدهرة آنذاك.
موقع شصر / وبار الأثري
كشفت المسوحات الأثرية التي تمت في بداية التسعينات في منطقة شصر بمحافظة ظفار عن وجود مدينة ذات حضارة عريقة كانت ملتقى التجارة والطرق البرية ما بين الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين والعالم القديم.. وهي مدينة وبار التاريخية والتي جاء ذكرها في الكثير من الكتب والخرائط القديمة. ومنذ عام 1992م وحتى عام 1995م عملت البعثات الأثرية مع اللجنة الوطنية لمسح الآثار بالسلطنة في هذا الموقع بعد تحديد موقعه على صخرة منهارة من الحجر الجيري بسبب مجاري المياه الجوفية أو بفعل الزلازل تسببت في تفجير نبع يدفع بمياه الطبقات الصخرية للخارج وهو ما جذب الاستيطان البشري لهذه البقعة منذ وقت بعيد الى أكثر من سبعة آلاف سنة. ومع إكتشاف الموقع الأثري بدأ برنامج للتنقيب في الموقع للتحقق من هويته وملامحه المعمارية والمواد الأثرية فيه، وتم الكشف عن أعمدة ضخمة وأبراج وقطع أثرية من معادن وفخار ونقود وأشياء أخرى، كما عثر على مكتشفات أثرية تعود الى فترات مختلفة من العصر الإسلامي.
خور روري (سمهرم)
تقع مدينة سمهرم في الجهة الشرقية لمدينة طاقة والتي تبعد حوالي 30كم عن مدينة صلالة وتعرف محلياً بخور روري. وكان ميناء سمهرم من أهم الموانئ المشهورة في جنوب شرق الجزيرة العربية في تجارة اللبان منذ أقدم العصور التاريخية.. ويعرف أيضاً بميناء موشكا والذي تم ذكره في نصين يونانيين يعودان الى الفترة ما بين القرن الأول والثاني الميلادي. وقد تم من خلال التنقيبات الأثرية لمدينة سمهرم العثور على عدد من المخطوطات ومعبد قديم وقطع نقدية وأثرية تشير جميعها الى أن المدينة كانت على صلة تاريخية وحضارية بالهند وبلاد ما بين النهرين وبلاد النيل. وكذلك أتضح أن المدينة بنيت بالحجر الجيري ، وتميزت بفن معماري جميل ، ولها سور وعدة بوابات وأبراج مربعة.
وقد تم الكشف عن خمسة نقوش حجرية كتبت بالأبجدية العربية الجنوبية ، وهي تصف تأسيس المدينة التي بنيت لتأكيد السيطرة على تجارة اللبان .
كما تم الكشف عن آثار معبد قديم شيد في وسط الجانب الشمالي من المدينة ، وعثر على جدرانه الثلاثة ، وعلى مذبحين ونحت بارز لثور على أحد المذبحين.
ومن المعثورات الأثرية الأخرى تمثال برونزي صغير لفتاة تعزف على الناي ، وتمثال غير مكتمل لفتاة أرخ للقرن الثاني الميلادي ، بالإضافة إلى مجموعة من القطع النقدية البرونزية وختم من البرونز يحمل سطرين من الكتابة باللغة القديمة .
عيــــن حمــــــران
موقع عين حمران الأثري المبني على تلة يقع في شمال سهل صلالة وهو موقع معروف لأهل المنطقة وللرحالة الذين توافدوا على المنطقة ، وقد كشفت التنقيبات الأثرية في الموقع عن وجود جدران سميكة في حدود 90 سم ، وتتواجد في وسط الموقع قلعة يحيط بها عدد من الأبراج البيضاوية الشكل في الجدار الخارجي للموقع .
وتجدر الإشارة إلى انه تم تسجيل عدد من المـــواقع الاثـرية العمانية من ابرزها قلعة بهلاء ، ومقابر بات ، والبـليد ، وخــور روري ، وشصر، وبار ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو لأهميتها التاريخيــة .
منطقة هانون أو حانون
وهي محطة تجميع اللبان من الأودية المجاورة لها والتي تنتج أفضل أنواع اللبان حيث يتم تصديره عبر الطريق االشمالي والمتجه إلى شمال الجزيرة العربية وتبعد عن صلالة 40 كم على طريق صلالة ثمريت. وهي محمية طبيعية لأشجار اللبان ومسجلة في قائمة التراث العالمي وهي ضمن مواقع طريق اللبان.
وادي دوكة
يقع الوادي في منطقة نجد بعد المنحدرات الشمالية لسلسلة جبال ظفار ويبعد 35 كيلو متراً إلى الشمال من مدينة صلالة ويعد نموذجاً لمناطق نمو شجرة اللبان التي تنتشر في محافظة ظفار. ومن أهم مواقع إنتاج وتصدير اللبان إلى جانب وادي دوكة قديماً، وادي انطور ووادي حنون ووبار ووادي حوجر، أما الموانئ البحرية فهي خور رورى (سمهرم) ومدينة البليد. وهناك أربعة أنواع للبان هي الجوهري، والنجدي والشزرى والسهلي. وتجري دراسات لتأهيل وتطوير وادي دوكة للحفاظ على شجرة اللبان في موطنها الطبيعي بالتعاون مع جامعة بيزولورانس.
دحقة النبي صالح
تقع في وسط منطقة القرض بجوار نادي النصر من جهة الشرق، ويمكن الوصول إليها عن طرق شارع 23 يوليو ، وهي آثار ناقة النبي صالح ( عليه السلام) الذي ورد ذكره في القرآن الكريم.
قبر النبي عمران
يقع في منطقة القوف بصلالة ، بجوار بلدية ظفار تماماً ، وقبره طويل جداً داخل غرفة مستطيلة ، وحوله حديقة صغيرة ومسجد حديث، سمي (بــمسجد النبي عمران – عليه السلام ).
ضريح النبي أيوب
يقع في الشمال الغربي من صلالة، في قمة جبل اتين ، يؤدي إليه نفس الشارع المؤدي إلى عين جرزيز ، وتوجد بها ثلاث استراحات ومسجد حديث ومطعم سياحي . ومنطقة اتين التي تبعد حوالي 7 كم ، تمكن الزائر من الاستمتاع بوقته بين الطبيعة ، حيث توجد مجموعة من الأشجار النادرة التي لا توجد إلا في محافظة ظفار ، بالإضافة إلى وجود منتزه ومطعم إتين السياحي.  

موقــع السويــح
تم الكشف عن موقع السويح شمال قرية السويح وعلى طول الشاطئ عن التتابع الطبقي الكامل لمستوطنة الصيادين الذي يبدأ من فترة الالف السادس قبل الميلاد حتى فترة الالف الرابع قبل الميلاد ، ويسمح هذا الكشف باعادة تاريخ الادوات الصوانيــة المنتشرة على السطح بترتيب زمني منظم ، والتي غالبا ما كانت تؤرخ إلى فترة ما قبل التاريخ .
موقــع رأس الخبــه
يعد موقع رأس الخبة من مواقع الألفين الخامس والرابع قبل الميلاد ، وحدد مكانه على بروز صخري معلق بين البحر من جهة والخور الجاف من جهة أخرى . وعاش السكان داخل أكواخ دائرية صغيرة استدل عليها من خلال الحفر المنتشرة في الموقع ، وقد استخدمت المصادر البحرية من الخور بوفرة . وهو عبارة عن رابية صدفية تكثر على سطحها الأصداف والعديد من قطع الصوان وأوزان الشباك الحجرية ، وقد تم الكشف عن العديد من المباني المختلفة التي ما زالت بحاجة إلى تفسير ، وقد أمدنا هذا الموقع بمعلومات عن أسلوب الحياة والوضع الاقتصادي للمنطقة حيث كان الاستيطان فيه بشكل موسمي .
موقــع رأس الحــد
تكشف الحفريات في موقع رأس الحد -في المنطقة الشرقية- ما يعتبر أثراً لفترة ما قبل التاريخ في سلطنة عمان حيث تم تأسيس الموقع بواسطة بناء مصطبة مشيدة من الآجر سمكها حوالي 30 سم ، ومحاطة بجدار بسمك متر واحد ، وتبلغ مساحة الموقع 60م × 40م ، ويحتوي البناء على 3-4 غرف لبيتين او ثلاثة حول فناء صغير ، وتمثل اللقى الاثرية في صنارات نحاسية ، و2 من رؤوس الرماح ، وبعض القطع الفخارية ربما تنحدر من بلاد الرافدين ، وكثير من الخرز الصغير المصنوع من الحجر الصابويني الاملس ، وعقد مكون من 500 خرزه مرتبة بخطوط متوازية .
من جانب آخر تم الكشف عن قطع صدفية تصنع منها الخواتم مما يدل على ان كل هذه المنطقة كانت تستخدم بشكل متفاوت لعدة انواع من الانشطة الحرفية .
موقع وادي شاب في ولاية صور
عثــر فيــه علـى أكواخ صــيادي السمك دائرية الشكل تعود إلى الالف الرابع قبل الميلاد مع دلائل تشيــر إلــى ممــارسة حــرفة الصيد ، كما عثر على 24 قطعة من الحلق مصنــوعة من الحجر الصابــونـي الأملس .
بيت المقحم
يعتبر بيت المقحم من المعالم التاريخية الأثرية العريقة التي توجد في ولاية بوشر الذي يبرز فيها بشموخه، ويسمى يبت المقحم بالبيت الكبير لأنه اكبر بيت بولاية بوشر، ويسمى ببيت المقحم لأنه واقع في حلة المقحم بالولاية، وكذلك يطلق عليه بيت السيدة ثريا بنت محمد بن عزان التي قامت ببناءه وعاشت فيه خلال القرن الثاني عشر الهجري، وقامت وزارة التراث والثقافة بترميمه عام 1991م .
بوشر
يتميز موقع بوشر- الذي يقع بمحافظة مسقط – بالمدافن الدائرية الشكل المبطنة بالحجارة والمغطاة بجلاميد صخرية ، وقد أرخت إلى فترة الألفين الثاني والأول قبل الميلاد ، كما تم الكشف عن مدافن ذات تقسيمات كثيرة متداخلة تمتد إلى مسافة ( 22م ) يعود تاريخها إلى فترة العصر الحديدي المبكر ( 1200 – 200 ق . م ) وأطلق عليها مدافن قرص العسل ، وأهم المعثورات الأثرية من موقع بوشر عبارة عن : سيف من الحديد ورؤوس سهام برونزية وأواني من الحجر الصابوني الأملس .

حفرية بوشر المشتركة
في إطار التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نظمت وزارة التراث والثقافة وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس في الفترة ما بين 20 / 12 / 2003م وإلى 11 / 1 / 2004م الحفرية بوشر : الأثرية المشتركة في ولاية بوشر بمحافظة مسقط ، شاركت فيها جميع دول المجلس ، حيث تـم التنقيب فـي ( 17 ) قبراً ترجع لفترة وادي سوق ( العصر البرونزي المتأخر ) وتنوعت المعثورات لتشمل أواني من الحجر الصابوني وأواني فخارية ورماح برونزية وحلي ذهبية .  
مدافــن بــــات بولاية عبري
عثر علماء الحفريات في (بات) بولاية عبري على مقابر قديمة وعلى بقايا جرار فخارية وشقف حجرية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.. و(بات) إحدى حضارات الإنسان القديمة التي سادت في فترة من الفترات.. ومن أجل كشف أسرار الأحجار والنهوض بالمقومات السياحية الأثرية قامت وزارة التراث القومي والثقافة بالتعاون مع البعثات الأثرية بالتنقيب في المنطقة لعدة مواسم والتي بدأت عام 1973م.. ولا زالت عمليات التنقيب جارية لمعرفة المزيد عن الموقع الأثري وعن هذه الحضارة العمانية العريقة. وتركزت التقنيات الأثرية على المقبرة التي تبعد مسافة 30 كيلومترا عن مدينة عبري الحديثة حيث تم الكشف عن وجود مائة مدفن مبني من الحجارة الصلبة كما وجدت مدافن أخرى في الجزء الجنوبي من المقبرة تشبه تلك التي وجدت في حضارة (أم النار).
ومدافن بات عبارة عن بناء دائري من حجارة صلبة مربعة الشكل وتتألف من جدارين خارجيين وآخر داخلي مقسم الى عدة غرف، وقد وضعت لها عوارض مسطحة لتسقيف السطح.. ويتراوح قطر هذه المدافن ما بين 5 – 10 أمتار.
وإقراراً من لجنة التراث العالمي بأهمية بعض المواقع الأثرية في السلطنة وإعتبارها مواقع ذات قيمة إنسانية عالمية.. فقد تم إدراج هذه المواقع ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي الطبيعي .
العين بولاية عبري
تم تحديد الموقع على بعد ( 20 كم ) جنوب شرق بات ، وتركزت الشواهد الأثرية على الضفة الغربية لوادي العين ، حيث انتشرت مجموعة متميزة من القبور على سفح الجبل ” 21 قبرا ” ، وهي ما زالت بحالة جيدة . وتنسب هذه القبور إلى فترة الألف الثالث قبل الميلاد ، ويبلغ ارتفاع بعضها نحو أربعة أمتار ومتوسط قطر محيطها خمسة أمتار ، ومدخلها في الجهة الشرقية ، و استخدمت في بنائها الألواح الحجرية.
الخطم بولاية عبري
حدد الموقع على بعد ( 2 كم ) غرب بات ، حيث عثر على برج بيضاوي الشكل مبني بالحجارة ، وتظهر في الناحية الغربية للبرج اساسات الجدارين الإضافيين اللذين تم بناؤهما في نفس المحيط الذي بني فيه هذا البرج ” 3000 ق . م ” .
وفي هذه المدافن- بطرازيها- تم العثور على قطع من الفخار الأحمر والذي يشبه فخار منطقة “جمدت نصر” بالعراق كما تم العثور كذلك على فخار جيد الصنع أحمر اللون مزخرف بخطوط سوداء خفية وقطع أخرى تظهر بها “براويز” يبدو أنها مخصصة للتعليق وهو النوع الذي كان شائعا في مدافن ومستوطنات حضارة “أم النار” التي عرفتها المنطقة والمناطق المجاورة لها. وفي بلدة بات أيضا تم اكتشاف بناء مستدير الشكل يحيط به جدار من الحجارة المربعه وعلى جانبه الجنوبي الشرقي -إلى مدخل المبنى- تم الكشف عن “مصطبة نقود”. كما عثر المكتشفون على بئر يقسم البناء نصفين في كل منهما حجرات مستطيله متتالية بدون مداخل أو ممرات تصل بين الحجرات أو تربط بعضها بالبعض الآخر، وكذلك بدون روابط مع الجدار الخارجي وهو ما يمكن تفسيره بأن هذه الحجرات لم تكن مخصصة للسكن وأن البئر المكتشف في وسط المنى ربما تكون مشابهة في التخطيط والتقسيم لهذا البناء. وبعد الدراسة الأثرية المستفيضة اعتبرت هذه المباني الحجرات الست بأنها كانت تلعب دور أبراج الحراسة للمنطقة. وتكمن أهمية موقع بات التاريخية في كونه يقع عند ملتقى الطرق التجارية القديمة حيث كانت القوافل تمر بهذا الموقع محملة بالبضائع المتجهة إلى المواقع الأخرى.
المنزفة  
تعتبر المنزفة مكانا تاريخيا وتقع في القسم الجنوبي من ابرء ( السفالة ) وللوصول اليها اتجه يمينا حيث اللوحة الأرشادية ابراء السفالة ثم استدر يمينا عند الوادي والأبراج القائمة هناك وبعد التقاطع بكيلومترين ستظهر المدينة القديمة شاهدة على ماضيها بمعمار قصورها القديمة واقواسها وأبوابها الخشبية المزخرفة والمصنوعة تقليديا.
بروج كبيكب ـ الجيلة
في أواخر عام 1991م قام فريق من علماء الأثار بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة بمعاينة ودراسة بروج الجيلة في الموقع وقد تم اكتشاف حوالي 90 برجا في حالة جيدة ويعزى ذلك الى متانة بنائها وهي تقع على ارتفاع 2000م من مستوى سطح البحر يبلغ ارتفاع هذه البروج بين 4 الى 5 امتار وقطرها 3الى4 م وهي اسطوانية الشكل ومستديرة من الأعلى يتكون بعضها من جدارين بينهما مساحة مملؤة بالحجارة وتفع فوق مرتفعات الجبال والطريق اليها صعب واثناء سيرك استدر يسارا في اتجاه وادي نام وبعد 15 كيلومتر سترى على يسارك آثار ابراج فوق التلال المحيطة ثم استدر الى الأشارة التي تؤدي الى قرية الدمه وعلى بعد 5كم تصل الى مجموعة البروج الأولى في مشهد جبلي خلاب كما يمكنك ان تخيم حيث توجد هناك ايضا قرية على حافة الجبل وبعد ساعتين من المشي ستصل الى مجلس الجن وهو ثاني اكبر كهف في العالم ولايمكن النزول اليه الا بادوات خاصة والأستعانة بذي الخبرة.
قلهات  
تقع في المنطقة الشرقية بولاية جعلان بني بو علي، وتعتبر من اقدم المدن والموانئ في عمان تقع المدينة الأصلية على الحافة وهي مطلة على البحر حيث سترى اثارها الشاخصة التي تحكي قصة عظمتها القديمة وكانت قلهات في القرن الثالث عشر الميناء التجاري الرئيسي الرابط مابين الداخل والخارج واشتهرت كما وصفها ابن بطوطة في القرن الرابع عشر بانها مركز تصديرالخيول ومنها يتم استيراد البهارات ومن الآثار التاريخية المتبقية في قلهات ضريح بيبي مريم المزخرف من الداخل ويعتبر هذا الموقع من المواقع الأثرية المهمة .
رأس الحمراء
اكتشف الموقع بواسطة مسح أثري في فترة السبعينيات ، وجرى التنقيب الفعلي سنة 1980م ، ويعود الموقع إلى منتصف الالف الرابع قبل الميلاد .  
وهو عباره عن رابيه صدفيه جيريه طولها حوالي 90م وعرضها 45م ودلت التنقيبات الى وجود مستوطنات شكلت طبقاتها من الرمل والاصداف وعظام السمك والرماد والفحم ، وشملت المكتشفات على أدوات صيد كصنارات من الصدف واثقال شباك حجريه ومطارق وازاميل وفوؤس حجريه ، كذلك الحلي النسائيه من الاصداف.
ومن الملاحظ ان الهياكل العظميه المكتشفه في الموقع دفنت بوضع قرفصائي باتجاه البحر ( مصدر الرزق ) وتقبض بعض الهياكل على حبات من اللؤلؤ ، وقد اطلق على موقع راس الحمراء (حضارة الصياد العماني القديم).
سمد الشأن
بداية الثمانينيات ركزت الحفريات الاثريه في موقع سمد الشأن على دراسة المدافن وماتحويه من أثريه ، والمدافن عباره عن حفر مستطيله الشكل ويحدها من الخارج بحجاره بها جرار فخاريه مختلفه الاحجام و اختام حجريه وأواني معدنيه ورؤوس سهام وحراب برونزيه وراس حصان برونزي وأنواع مختلفة من الخرز المصنوع من الصدف والعقيق بالاضافه الى بقايا عظـام ، وبعد دراسة المكتشفات الاثريه تبين وجود ثلاثة أنواع من المدافن مدافن للرجال ضمت اسلحه برونزيه و مدافن للنساء ضمت جرار وقوارير فخاريه وعدد من الخرز والحلي البرونزيه ومدافن للصغار احتوت على جرار فخاريه . وفي عام 1989م تم اكتشاف مدفن يضم هيكل جمل صغير تتدلى من عنقه قلاده وبعد دراسة الخرز اتضح ان الجمل يعود الــى العصر الحديـــدي المتاخـــر (200ق.م – 629م) وبذلك يعتبر اول جمل مؤرخ في شبه الجزيره العربيه.
صحار
أجريت تنقيبات أثرية داخل قلعة صحار وما حولها فيما بين سنة 1982 – 1989م ، وتم الكشف عن مستوطنة تعود إلى فترة ما قبل الإسلام ترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 1.80م . ودلت اللقى الأثرية المكتشفة في المستوطنة على أن صحار كانت مركزاً تجاريا مرموقاً ، حيث عثر على أختام للتجارة وفخار أحمر اللون جيد الصنع كان يستورد من الهند في القرنين الثاني والثالث الميلاديين بالإضافة إلى الخزف الأسود اللون الذي كان يستورد من الصين ،وقد بلغت صحار أوج ازدهارها في العصر الاسلامي ( القرن الرابع الهجري ـ العاشر الميلادي ) وأستمر ازدهار التجارة بين مدينة صحار والبلدان المجاورة حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي حيث عثر على مجموعة جيدة من الخزف المستورد من الهند والصين وإيران والعراق ، أما في القرن الخامس عشر الميلادي فقد مرت صحار بفترة من الاضمحلال التجاري ، وظهر ذلك واضحاً من خلال التسلسل الطبقي للحفرية .  
من أهم المعثورات ، قطع من الزجاج وكسر من البورسلين الصيني وتمثال من السيراميك لبوذا يمتطي حيواناً يشبه التنين ، بالإضافة إلى جرار فخارية صغيرة بداخلها مادة الكبريت استخدمت كقنابل يدوية .
حفرية محلياء
تأثرت مجموعة من المدافن في قرية محليا ” المضيبي ” بمشروع إنشاء طريق وادي عندام ، فتم إجراء حفرية إنقاذية في الموقع خلال الفترة ما بين 17 – 28 / 1 / 2004م وشمل العمل ( 108 ) مدافن ، وكشف عن نوعين من المدافن ، مدافن للكبار وأخرى للصغار بنيت تحت الأرض باتجاه “شرق / غرب” بحيث كان يدفن الميت على جنبه الأيسر ، وتعود تلك المدافن إلى فترة العصر الحديدي المتأخر .
شملت المعثورات على جرار فخارية مختلفة الأحجام والزخارف ، كذلك عثر على عدة أنواع من الخرز ، ورؤوس سهام حديدية وخواتم وحلق نحاسية وحراب حديدية متكسرة ودلايات حجرية .
تعدين النحاس في عمان
عرفت عمان تعدين النحاس وصهره منذ الألف الثالث قبل الميلاد ( عصر البرونز ) وذلك نظراً لوفرة خام النحاس في جبالها ، وقد ورد ذكرها باسم مجان ( أرض النحاس ) في الألواح السومرية .
ويعتقد أن عمال المناجم العمانيون كانوا يستخدمون أزاميل معدنية لتكسير الصخور وكشف عروق النحاس ، حيث عثر على أزاميل نحاسية مدببة في مستوطنة الميسر بوادي سمد الشأن يعود تاريخها للألف الثالث قبل الميلاد .
وكان النحاس يستخلص بالصهر في أفران مبنية من الطين ، كالفرن الذي اكتشف في الميسر بولاية المضيبي ، إذ يفتت الخام إلى قطع صغيرة ويخلط مع الفحم النباتي ، ثم يحمى بمنفاخ ضخم إلى ” 1150 ” درجة مئوية ، ويعمل الفحم في هذه المرحلة على تحويل الخام إلى نحاس ، ويصب النحاس المصهور في حفر مسطحة بالرمل لتبريده ، لتخرج السبائك النحاسية في شكل أقراص دائرية .
وقد أرشدت نفايات النحاس ( الخبث ) إلى الكشف عن أغنى مستوطنات النحاس في السلطنة ، كمستوطنة الميسر ، بالإضافة إلى مواقع مناجم النحاس الممتدة على طول وادي الجزي كالأصيل وعرجا والبيضاء والسياب وطوي عبيلة والواسط .
وتشير المصادر التاريخيه القديمه عن شحن عشرين طنا من النحاس حوالي عام 1800 ق.م من مجان ( عمان ) الى اور ( العراق ) تتمركز اهم مناطق التعدين القديمه في وادي الجزي في صحار ومناطق الداخليه والشرقيه من سلطنة عمان ، ونذكر على سبيل المثال اهم المواقع مثل الاصيل ، طوي عبيله ، عرجا ، وادي عندام ، صحار، ركاح ، وادي الميادين ، ويعد بقايا موقع سمد الشأن اقوى دليل على قيام التعدين في عمان قديما .
ومما يلفت النظر أن مواقع صهر النحاس في فترة الألف الثالث قبل الميلاد تقع بالقرب من مصادر الماء والأرض الصالحة للفلاحة ، مما يدل على أن إنتاج النحاس في العصور القديمة كان جزء متكاملاً مع حياة الجماعة ، إلا أنه تكونت فيما بعد صناعة خاصة بالتصدير .
وقد اشتهرت عمان بتجارة النحاس منذ خمسة آلاف عام مضت ، إذ تشير الاكتشافات الأثرية في أور ” العراق ” إلى أن سفن مجان ” عمان ” ودلمون ” البحرين ” كانت ترسو في أور محملة بالمنتجات الرئيسية لعمان وهي النحاس والأحجار الكريمة التي يتم مقايضتها في أور بالفضة والزيوت والحبوب والمنسوجات والمصنوعات الجلدية .
ونظراً لازدهار إنتاج النحاس في عمان ، توسعت صلات سكان البلاد بشعوب البلدان الأخرى ، وانعكس ذلك على تطور بنية المجتمع والاهتمام بالصناعات اليدوية والمهارات الأخرى كفن العمارة ، حيث عرف أهل المنطقة تشييد الأبراج الحجرية المزودة بآبار المياه مثل أبراج بات بولاية عبري .
عرجا
أحد مواقع تعدين النحاس في صحار ، وتدل الشواهد الأثرية على شمولية أعمال صهر النحاس في مستوطنة عرجا في نهاية الألف الثالث قبل الميلاد ، فقد كانت تستخدم بوتقات من الفخار ، ويحتمل أن طبقات متعاقبة من خامات كربونية وفحم الخشب كانت ترص في البوتقة وتوقد فيها النار ، ثم تكسر الكتل الناتجة إلى قطع صغيرة ليستخرج منها النحاس ، كما يبدو أن أفراناً جيدة استخدمت في عملية صهر النحاس في العصر الإسلامي المبكر .
بلدة ضم
تقع في ولاية عبري بوادي العين والتي تتوافد إليها أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين للنزهة وخاصة أثناء هطول الأمطار حيث تجري شلالات المياه من جبل الكور وجبل الأخضر. ويعتبر جبل الكور الذي يقع بوادي العين من المناطق السياحية في ولاية عبري نظرا لإحتوائه على مناظر طبيعية خلابة وهنالك طريقان يؤديان إلى هذا الجبل أحدهما من ولاية الحمراء بالمنطقة الداخلية والثاني من ولاية عبري نفسها.نتيجة بحث الصور عن الاثار في سلطنة عمان

اكتشافات أثرية بسلطنة عمان



من بقايا زخارف المسجد الجامع بقلهات (الجزيرة نت)

طارق أشقر-
مسقط

أعلنت وزارة التراث والثقافة العمانية عن عدد من الاكتشافات الأثرية التي توصلت إليها مجموعة من البعثات الأثرية في مواقع مختلفة بسلطنة عمان.

وتضمنت الاكتشافات آثاراً بمنطقة بات بولاية عبري بمنطقة الظاهرة تعود إلى ما يسمى تاريخيا بفترة أم النار، عثر عليها فريق بقيادة جامعة بنسلفانيا الأميركية، بينها أوان فخارية يعود تاريخها لفترة ما بين 3000 و2700 قبل الميلاد نقلت إلى المنطقة من بلاد الرافدين، وأخرى تعود إلى الحقبة الفرعونية المصرية.
وشملت الآثار التي عثر عليها في منطقة بات نقوشا حجرية وأبراجا بينها برج يدعى قصر الخفاجي وبرج المطارية وبرج باسم قصر السلمى وآخر باسم قصر الرجوم، بالإضافة إلى رسومات على جدران حجرية تظهر صورة رجل يمتطي حصانا شاهرا سيفه.
كما كشفت عن شواهد أثرية يعود تاريخها للفترة المبكرة والمتوسطة للعصر الهولوسيني بين عامي 8000 و3000 قبل الميلاد، وتشير إلى فترة ما قبل استغلال الإنسان للواحات في الزراعة وقبل تحوله إلى نمط اقتصاد المبادلة في البضائع.
وعثرت بعثة فرنسية أيضا على آثار هامة بمدينة قلهات بالمنطقة الشرقية أظهرت أن المدينة يعود بناؤها إلى الحقبة المسيحية أي حوالي سنة 1100 ميلادية، وتعاقبت عليها فترات مختلفة من الحكم في السنوات 1230 و1250 و1300 ميلادية.
 روجيل قالت إن البعثة وجدت في قلهات آثارا لمسجد كبير يسمى المسجد الجامع دمره البرتغاليون عام 1508 (الجزيرة نت)
المسجد الجامعوأكدت مديرة البعثة الفرنسية أكسيل روجيل -في عرض لهذه الاكتشافات في ندوة نظمتها الوزارة مساء الثلاثاء حول التنقيبات الأثرية بعمان- أن البعثة وجدت في قلهات آثارا لمسجد كبير يسمى المسجد الجامع دمره البرتغاليون عام 1508.
وأوضحت أن آثار المسجد الجامع تشير إلى أنه بني في عهد "بيبي مريم" في القرن الثاني عشر الميلادي في العهد القرمزي، وهي زوجة ملك قلهات "بهاء الدين أياز"، الذي كان مملوكيا خادما للملك القرمزي ثم استولى على الحكم بعد أن أطيح بالملك.
كما تم العثور على قطع من الزخارف الجصية التي عليها طبقة من القاشاني الإيراني والهندي استخدمت في الديكورات الداخلية للمسجد، ويرجح أنها صنعت محليا حيث حصلت البعثة على ما يشير إلى أنه مصنع تقليدي لصناعة الفخار في قلهات.
وفي تصريح للجزيرة نت أوضحت روجيل أنها استفادت في عملياتها الاكتشافية من رحلات ابن بطوطة في قلهات عام 1330، مشيرة أيضا إلى أن المدينة تعرضت إلى زلزال في عام 1497.
 اللواتي: المواقع المكتشفة سيتم استثمارها بعد إعادة تأهيلها (الجزيرة نت) 
إعادة كتابة التاريخ

أما مديرة التنقيب والدراسات الأثرية بوزارة التراث والثقافة العمانية ديوبا الصابري فوصفت الاكتشافات الجديدة في قلهات بأنها تشكل مرحلة من مراحل إعادة كتابة تاريخ المنطقة التي كانت مجهولة حتى عهد قريب.
وبدوره أوضح المدير العام للآثار حسن بن محمد اللواتي أن الهدف من هذه الجهود هو الخروج بمجموعة استنتاجات يستفاد منها على مختلف المستويات، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستتركز على استثمار هذه المواقع المكتشفة بعد إعادة تأهيلها لتوظيفها اقتصاديا وسياحيا.
أما رئيس قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس الدكتور ناصر الجهوري فوصف الاكتشافات الأثرية الجديدة بأنها تنطوي على قيمة علمية وتعليمية واقتصادية، فضلا عن قيمتها الرمزية ذات العلاقة بالهوية، مشيرا إلى أن استكشاف الآثار لأي بلد يقوي من اعتزازه بهويته.
وكان وكيل وزارة التراث والثقافة سالم بن محمد المحروقي أوضح في كلمة له في افتتاح الندوة أن سجل القطع الأثرية المكتشفة في عمان حتى الآن بلغ 26693 قطعة، منوها إلى أن بداية التنقيب عن الآثار في عُمان يعود إلى عام 1952.
المصدر : الجزيرة

عواصم عمان عبر التاريخ

نتيجة بحث الصور عن عاصمة سلطنة عمان قديما
عواصم عمان عبر تاريخ
١-قلهات: مالك بن فهم وأولاده.
٢-صحار: زمن آل الجلندى حتى عهد الإمام الجلندى بن مسعود.
٣-نزوى: منذ عهد الإمام محمد بن أبي عفان (١٧٧).
٤-قلهات: بنو سامة.
٥-صحار: بنو مكرم.
٦-بهلا: النباهنة إتخذوا عدة عواصم منها نزوى وبهلا ومقنيات وينقل،ولكن كانت بهلا قصبة حكمهم.
٧-الرستاق: الإمام ناصر بن مرشد.
٨-نزوى: الإمام سلطان بن سيف الأول.
٩-الرستاق: بقية أئمة اليعاربة والإمام أحمد بن سعيد وولده الإمام سعيد.
١٠-مسقط: السيد حمد بن سعيد بن أحمد وصي والده وظلت إلى هذا الزمن.
١١-نزوى: في عهد الإمامين سالم الخروصي ومحمد الخليلي.

تاريخ العاصمة العمانية ومناخها

التاريخ في القرن السّادس قبل الميلاد قام الفرس بغزو المناطق العُمانيّة وقاومهم سُكّانها من الشعب الأزديّ، ومنذ ذلك الوقت حكمتها العديد من قبائل الأزد، وعند انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربيّة أسلم سُكّانها وشاركوا في الفتوحات الإسلاميّة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.[٣] منذ عام 746م أصبحت عُمان تتبع لحُكم الأئمة، وتمكّن أهلها في ذلك الوقت من صدّ الهجوم الذي تعرّضوا له من قِبَل الهنود والأحباش، وشهدت عُمان تطوّراً في مُجتمعها، وصار لها جيش بريٌّ وبحريّ قويّ، وساهما في فرض السّيادة العُمانيّة على أقسام من منطقة الخليج العربيّ وصولاً إلى حضر موت، ولكن عانت عُمان من حروب أهليّة، ممّا أدّى إلى تقسيمها لمجموعة من الكيانات الضّعيفة.[٣] في عام 1498م وصل الجيش البرتغاليّ إلى عُمان، وبعد قيامه بمجموعة من المجازر التي شملت قتل الشّعب العُمانيّ وتدمير مجتمعه، تمكّنت القوات البرتغاليّة في القرن السّادس عشر للميلاد من السّيطرة على أراضٍ واسعة في عُمان، وفي القرن السّابع عشر للميلاد حكمت الأسرة اليَعرُبيّة الأراضي العُمانيّة.[٣] في القرن الثّامن عشر للميلاد تشتّت الأسرة اليَعرُبيّة، وكانت الدّول الاستعماريّة الأوروبيّة في ذلك الوقت تسعى جاهدةً للسّيطرة على المناطق العربيّة، وكان المُجتمع العُماني يُعاني من اضطرابات مُتنوّعة، ممّا دفع أحمد بن سعيد الحاكم آنذاك لإلى الاستعانة بالقوات البريطانيّة للمُحافظة على حكمه، وهذا ما سهّل أمامها السّيطرة على الأراضي العُمانيّة عن طريق تقسيمها، فاستمرّت الحروب الأهليّة تُؤثّر على عُمان وخصوصاً مع سيطرة بريطانيا على أرضها.[٣] لم يرضَ الشّعب العُماني أن تستمرّ السّياسة الاستعماريّة البريطانيّة على أرضه، فطلب من السّلطان أحمد أن يتنازل عن الحكم لابنه سعيد، ولكن استمرّت ثورة العُمانيين التي شملت العديد من المناطق العُمانيّة، وتمّ تقديم قضيّة عُمان للأمم المُتّحدة من أجل المُطالبة بخروج القوّات البريطانيّة من أرضها، وقام السّلطان قابوس بن سعيد بخطوة مُهمّة جدّاً؛ فاستلم حكم السّلطنة بدلاً من والده السّلطان سعيد، وتمكّن من تحقيق الاستقلال لعُمان في عام 1971م.[٣] التّضاريس الجغرافيّة تصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لسلطنة عُمان إلى 309,000 كم²، وتُقسم تضاريسها إلى الآتي:[٤] منطقة مسندم: هي منطقة تُقسم إلى قسمين، وهما: القسم الشماليّ: هو القسم الذي يحتوي على جزيرة جيريّة، وخلجان مُتنوّعة، مثل: خليج أشام، وخليج جبلين. القسم الجنوبيّ: هو القسم الذي يتكوّن من مجموعة من الجبال الجيريّة الوَعرة، وتعرف باسم رؤوس الجبال. جبال عُمان: هي جبال تقع في الجهة الشماليّة من سلطنة عُمان، وتمتلك قاعدةً من الصّخور المُتنوّعة، مثل: الناريّة، والرسوبيّة، والبازلتيّة. من أشهر جبال عُمان الجبل الأخضر؛ وهو عبارة عن هضبة مُكوّنة من الجير، وأيضاً تُعتبر الجبال الشرقيّة من أهمّ التّضاريس الجغرافيّة في سلطنة عُمان، وللجبال العُمانيّة أهميّة كبيرة في العديد من المجالات الاقتصاديّة والسياحيّة. السّهول الساحليّة: هي السّهول التي تُشكّل جزءاً من التّضاريس الخاصّة في عُمان. من أهمّها السّهول الداخليّة التي تُعتبر من المناطق المُتنوّعة في معالمها الطبيعيّة. المناخ يُعدُّ المناخ السّائد في عُمان صحراويّاً جافّاً، ويشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة في مُعظم أيّام السّنة وتحديداً في المناطق المُرتفعة والجُزر، فتتجاوز درجة الحرارة في فترة النّهار 45 درجةً مئويّةً، أمّا مُتوسّط الحرارة في الشّهور الباردة يصل تقريباً إلى 20 درجةً مئويّةً، ونظراً للموقع الجغرافيّ لسلطنة عُمان يُعتبر هطول الأمطار موسميّاً وخصوصاً في الفترة الزمنيّة التي يُرافقها وجود مُنخفضات جويّة، ولكن تشهد المناطق الجنوبيّة في عُمان أمطاراً موسميّةً في فصل الصّيف، وتحديداً في منطقة جبال ظفار التي تتجمّع السُّحُب على مناطقها المُرتفعة فتتساقط الأمطار على الجبال، ممّا يُساهم في تحسين القطاع الزراعيّ، ونموّ النّباتات والأشجار المُتنوّعة.[٤] التّركيبة السُكانيّة يصل العدد التقديريّ لسُكّان سلطنة عُمان إلى 3,355,262 نسمةً، ويُعتَبر المجتمع العُمانيّ من المُجتمعات المُتنوّعة سُكانيّاً؛ إذ تعود أصول السُكّان إلى العرب الذين عاشوا على الأراضي العمانيّة منذ تأسيسها، وإلى القبائل والجماعات العرقيّة المُهاجرة، كقبائل البلوش، ودول جنوب آسيا، مثل باكستان، والهند، وبنغلاديش، ومن دول قارّة أفريقيا. تُعتبر اللّغة العربيّة هي اللّغة الرسميّة في سلطنة عُمان، كما تُستخدَم اللغة الإنجليزيّة كلغة ثانية في العديد من المجالات العامّة.[٥]

إقرأ المزيد على Ù…ا هي عاصمة عمانموضوع.كوم: https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%8A_%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9_%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86

مسرحبة عن الاسواق العمانية

الأسواق العمانية القديمة والحياة الاجتماعية
(1)
لبس جــــدي ملابسه المعتادة "الدشداشة العمانية والعمامة" ثم تمنطق بخنجره ، ولم ينسى أن يحمل عصاه ، فيما كانت جدتي ترش عليه بعض العطر المنساب من "غرشة قديمة " بها عطر ؛ بكل تأكيد ليس من كريستيان ديور أو من دار كلايفان ، بل الذي أتذكره منها أنها ريحة "ماء ورد الجبل الأخضر الممزوج بالعود الهندي" .
وقبل أن يخرج من المنزل ذات صباح ، ووجهه كله إشراق وفرحة ، سألته : إلى أين العزم يا جدي ؟
أجاب : إلى السوق يابني ؛ فهل تود مرافقتي ؟ 
قلت له : بكل سرور يا جدي . 
فقال : إذن ارتدي ملابسك وهيا معي .

وفي الطريق التقينا بأشخاص متوجهين إلى السوق مثلنا كان منهم شيبا وشبانا وصغارا ، والجميع كانوا يرتدون ملابس جميلة وزاهية .
وفي السوق شاهدنا اشخاصا يفدون إليه على دوابهم "حمير وجمال " ، وما توفر من سيارات ، والجميع كان مرتديا زيا عمانيا ، ومعظمهم كانوا يحملون العصي ويرتدون الخناجر ، فيما كان عدد آخر منهم يحمل بنادق ويتمنطق بالمحزم " مليء بالرصاص " ، وكان الناس سعداء وهم يتبادلون السلام ، ويتصافحون في الأسواق .

فيما كانت النساء يتواجدن بالسوق ، ولكنهن كن يرتدين ملابس محتشمة ، وكن يترددن على محلات البخور والعطور ، فيما كانت فئة منهن يبعن حيواناتهن من الأغنام ، في زاوية من زوايا السوق . 
 
لقد كان هذا هو المشهد الأولي حين نتكلم عن الأسواق قديما ، فقد كان الناس يخرجون من منازلهم أيام زمان هكذا ، لأنهم يعدون الأسواق ملتقى هاما لهم ، فيتوافدون إليها من كل حدب وصوب .

ولذلك اشتهر العرب بأنهم ملوك الأسواق ، ألم تشتهر أسواق صحار ونزوى وعكاظ وغيرها ، ففيها قرض الشعر ، وبيعت منتجات بلاد الشام وغيرها ؟
فيما كان أصحاب البضائع والمنتوجات يجدون فيها فرصة لعرض منتوجاتهم ، وبيعها للناس .

وعودة لأسواقنا ، فقد كانت تستمر نشاطاتها كل صباح من الساعة السابعة ؛ حتى موعد صلاة الظهر ، ويعاد فتحها بعد صلاة العصر ، وتظل نشطة حتى قبيل صلاة المغرب بلحظات ؛ لتغلق بعدها ريثما يحل صباح اليوم التالي . 
وكانت روائح الأسواق زكية ، تفوح منها روائح البخور والعطور ، ورائحة الأكلات الشعبية ، والتوابل العطرية .
فيما كانت الأسماك تباع في قسم خاص بها يسمى بسوق السمك ، حيث توجد العرصة ، وحيث يتم البيع من الصباح الباكر ، ومن يأتي متأخرا فعليه الشراء من بائعي السمك ، الذين يسمون بــــ " القماميط " .
وكان يتولى عملية البيع شخص يسمى " الدلال" الذي ينادي لبدء عملية البيع ، وتدون أثمان البيع في دفاتر الدلال ، وقد يفضل البعض الشراء والدفع فورا .
أما بيع الخضروات والفاكهة فهذه تتم على فترتين صباحا في وسط السوق في عرصة الخضروات والفاكهة ، وعادة ما يباع الليمون والطماط والخيار والباذنجان والفجل والجزر والبصل والثوم ، والبطاطس الحلوة والعادية .
أما أبرز الفواكه التي تباع ؛ فكانت المانجو والموز والعنب ، وفي الصيف يكون الرطب والبطيخ بنوعيه .
كما كان يوجد الرمان والبوت الذي يجلب على فترات من الجبل الأخضر . 
أما في المساء فيباع البرسيم المخصص للماشية والحيوانات ، في عرصة مخصصة لذلك ، ومعه يجلب المزارعون بعض المنتوجات الفائضة ، لبيعها للناس .
ولذلك كان الناس يجدون رغباتهم ومتطلباتهم في الأسواق متى زاروها . 
وكان يحرس الأسواق ليلا ؛ حارس من ذوي البنية القوية ومن أصحاب السيرة الحسنة ، وكان يتلقى أجره شهريا من أصحاب الحوانيت أو الدكاكين بلهجتنا السائدة وفي بعض الحالات كان يخصص لبعض الأسواق أكثر من حارس ، ويمكن الاستدلال عليه بحمله قنديلا يتجول به هو أو مع رفيقه في أرجاء السوق ، ويحمل الحارس في يده عادة عصا غليظة تسمى بلهجتنا " مقشاع " .

ولكن وجود الحراس لم يمنع من وقوع بعض السرقات من حين إلى آخر ، خاصة في الاسواق التي يكون بها حارس واحد ، لكنها كانت حوادث قليلة .
وكان العمانيون شديدوا الفراسة ، فما أن تحدث وقائع سرقة في السوق ، حتى ينشغل مجتمع الولاية بها ، ويعلن مكتب الوالي الطواريء ، وهو السلطة المختصة آنذاك بالأمر الأمني لكل ولاية ، ويتم الاستعانة بشخص يسمى " القافر " ، والذي يمتلك حاسة سادسة ومعرفة بعلم اقتفاء الأثر ، ولذلك قلما كانت السرقات تقيد ضد مجهولين ، حيث كان الظفر باللص يتم بسرعة .
واخترع العمانيون علم التنجيم ، حيث كانوا يستعينون بشخص يدعى " الباصر " الذي كان يتدخل للبحث عن اللصوص ، حين يعجز مقتفوا الأثر عن كشفهم ، وكان الباصرون ، يحدثون الهلع في نفوس الناس ، نظرا لما أشيع عنهم من أعمال ، كعمل " الحورة " التي تؤدي إلى نفخ بطن كل سارق حتى الموت ، مالم يرجع المسروقات لأصحابها . ومن هنا كنا نشاهد إعادة معظم المسروقات في اليوم التالي ، وكأن شيئا لم يحدث . فهي حيلة إذن كان يلجأ إليها بعض الناس ، ومن كانت له حيلة فقد احتال ؛ والغاية كانت تبرر الوسيلة . 
ومن غرائب إحدى وقائع مقتفي الأثر ؛ أن لصا سرق "جونية أرز" من أحد أسواق الباطنة ، وحملها على ظهره ثم خرج بها من السوق ، فشاهد القافر أرجل اللص تغوص بشدة في الرمل ، متجها للبحر، حيث ضاعت آثار قدميه في المياه . 
ولم يستطع القافر بعد ذلك أن يحدد إلى أي جهة مضى ذاك اللص ؟
بيد أن اجتهاد مقتفي الأثر ، أسفر عن نتائج ، وذلك حين بدأ بتقسيم عمله إلى شقين ، الأول أن يسير على الساحل من نقطة اختفاء الأثر، لمسافة كيلو متر واحد ، والثاني ثم يعود لذات النقطة ويمشي غربا بنفس المسافة معتبرا بأنه من المستحيل أن يمكث السارق في البحر طويلا ، خشية ابتلال الجونية بالماء ، وضياع محتواها من الأرز . 
وقد صدق حدسه ، حيث ظهرت الآثارفي الجهة الغربية من الشاطيء ، فشاهد نفس ألآثار تخرج من البحر متجهة نحو البر ، ومنها إلى منزل قريب من الشاطيء ومن ثم قادتهم للص ، الذي ما أن شاهد القافر، المعزز بعدد من العساكر التابعين لمكتب الوالي ، حتى حاول الفرار من المنزل ، لكن فضول الناس وتجمعهم ومساعدات المشايخ ، أسفرت عن القاء القبض عليه . 

لقد كان المشايخ يلعبون دورا هاما في مساعدة الولاة في الأمور المتصلة بأمن الولاية ، ولذلك كانت الجرائم محدودة في المجتمع العماني .
وهكذا كان مقتفوا الأثر في المجتمع العماني ـــــ على بساطتهم ــــ يلعبون دورا في ضبط الجناة ، ومساعدة مكاتب الولاة ، 
الذين كانوا لا يستغنون عنهم 

تشكل عُمان في التاريخ القديم إقليما جغرافيا، وحضاريا واحدا، أطلق عليه في الكتب السماوية اسم ( مجان ).

أما في الكتابات اليونانية والرومانية فعُمان منذ مطلع الميلاد تمتد من ( رأس مسندم) شمالا، وحتى ( رأس فرتك ) جنوبا، ومن ( رأس الحد ) شرقا وحتى ( خور العديد ) عند قطر غربا.

وقد أجمع المؤرخون الكلاسيون على تحديد نهاية حدود عُمان الجنوبية عند ( رأس سجروس) أي رأس فرتك ويرون أن منطقة اللبان داخلة في حدود عُمان ، كما أطلق مؤلف كتاب ( الطواف حول البحر الأرتيري ) على ( خليج القمر ) اسم خليج عُمان منذ القرن الأول الميلادي ، أما ميناء ( عُمانا ) فيقع على الخليج العربي.

لقد برهنت المعطيات الأثرية المكتشفة في سلطنة عُمان، على الدور التاريخي، والحضاري العظيم الذي ساهمت به مجان (عُمان قديما) في مجمل النشاطات الحضارية لمنطقة الشرق الأدنى خاصة، والعالم القديم عامة منذ الألف الثالث قبل الميلاد. وقد حبا الله عُمان بمقومات جغرافية قلما توافرت لغيرها من الأقاليم، حيث ساعدت تلك المقومات بشكل نباشر في نمو وازدهار حضارة عُمان في عصورها القديمة.

الآثــــــــــــار : 

الأثار : هي المخلفات المادية الناطقة بتاريخ أهلها والتي من خلالها نستطيع أن نعرف مدى الرقي، والتقدم الذي وصل إليه الأولون، ويمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسين:

أولا: الآثار الثابتة : وتتمثل في المنشآت المعمارية المختلفة، كالمقابر، والأسوار، والقلاع، وبقايا المنازل، ومنشآت الري المختلفة وغيرها.

 

ثانيا: الآثار المنقولة ونقصد بها القطع الأثرية التي يستطيع المرء نقلها من مكان إلى أخر، وتتمثل في الأدوات الحجرية ، والفخارية، والمعدنية المتنوعة، وسائر أنواع الحلي، وأدوات الزينة والمكسوكات وغيرها.

إن عُمان في عصورها القديمة كغيرها من الوحدات الحضارية التي ظهرت في المنطقة العربية تزخر بالعديد من المواقع الأثرية التي يعود أقدمها إلى عصور ما قبل التاريخ، والعديد من تلك الآثار ما زالت حتى الآن بارزة للعيان في كثير من المناطق العُمانية، تحكي تاريخ شعب وحضارة أمة.

الرحالة وإشاراتهم إلى الأثار: 

باسم البحرية الهندية، أو شركة الهند البريطانية كلف ثلاثة من ضباط البحرية البريطانية، وهم (ولستد) و(كرتندن ) (وهينس ) باجراء مسح استكشافي لشواطئ جنوب، وجنوب شرق شبه الجزيرة العربية في الفترة من عام 1829م إلى 1835م وأثناء قيامهم بتلك المهمة شد انتباههم الآثار الموجودة في بعض المواقع الساحلية على شواطئ بحر العرب .

وفي عُمان تمكن أحد هؤلاء الضباط وهو ( هينس ) من نشر عدد من الدراسات على الشريط الساحلي العماني من بينها : 

Memoir f the south-east coasts of Arabia, ’Journal of the Royal Geographical Society, vol. 15 (1845), P. 104-160.

كما كتب دراسة قيمة عن جزر ( كوريا موريا)، جزر الحلانيات حاليا ، تناول فيها وصفا كاملأ للجزيرة ، ولثرواتها ، واعتبرها مصدر للسماد وعنوان الدراسة هو : 

The Kooria Mooria Islands ‘’ Nautical Magazine vol. 26 (1857), p. 385-389.

ومن أهم من تناولوا تاريخ عُمان القديم : 

Wellested  James Raymond

 1835 م قام بأول رحلة أوربية للعبور إلى داخلية عُمان  حيث استمرت رحلته الداخلية 4 أشهر (من مسقط ثم قلهات حتى ميناء صور إلى الكامل ثم  جعلان بني بو حسن  وبني بوعلي ثم سمد ووادي الأثلي ومنح إلى نزوى ومنها إلى الجبل الأخضر ووادي سمائل والسيب حتى وصل مسقط)

 1835 م رحلته الثانية بدأها من الباطنة إلى عبري على أمل الوصول إلى واحة البريمي إلا انه لم يوفق وعاد إلى البريمي 

ومن خلال رحلته اصدر كتابا تحدث فيه عن الحصون والقلاع والأبراج القديمة المتناثرة التي شاهدها .

Aucher- Eloy R

استفاد من تجربة ولستد السابقة ووصل إلى ساحل عُمان 1836م واتجه برا إلى مسقط إلى السيب ثم الجبل الأخضر وجمع ما يقارب 255 وصيلة نباتية ثم توجه إلى نخل ونزوى وتنوف ثم عاد إلى مطرح ووصل بعدها إلى مسقط، نظرا لإهتمام أوشر بعالم النباتات فقد سجل معلومات عن أنواع جديدة من النباتات التي تنمو في عُمان.

صمويل بارت مايلزSamuel Barret Miles 

وهو الوكيل السياسي البريطاني في مسقط وقام مايلز بعدد من الرحلات الاستكشافية الداخلية لعُمان وسجل معلومات قيمة عن الحصون والقلاع التي شاهدها في المنطقة والتي ما زالت آثارها شامخة. ، وله دراسات عن المجتمع العُماني بقبائله وثقافاته المتنوعة.

صموئيل زويمر Samuel Zwemer

قام بتسجيل مشاهداته وتدوينها وكتب عددا من الدراسات  تخص شمال عُمان.

بيرسي كوكس Percy Zachary Cox

رجل سياسة تولى منصبا هاما في مسقط وقام بعدد من الرحلات وسجل مشاهداته .

توماس براترام Brtram Thomas

قام بأول عمل أوروبي يتمثل في أول رحلة قام بها عبر الجزء الشرقي للربع الخالي منطلقا من ظفار وقام بدراسة تخص بعض قبائل ظفار ولغتهم الجبالية.

وأشار توماس إلى موقع ( وبار) المدينة الأسطورة وافترض أنها مطمورة تحت الرمال على الحدود بين عُمان واليمن والسعودية ووصف الموقع الأثري (شصر )، كما قدم توماس في مؤلفاته نماذج جيولوجية وأثرية ، وفي اثناء عبوره بشمال عُمان وفي منطقة وادي العبيلة في وادي الجزي شاهد (توماس) حفرا كثيرة تبدوا كظواهر جيولوجية قديمة في الصخر الأحمر فقال : ( من الممكن أن تكون مناجم للنحاس).وهو ربما يشير إلى مواقع التعدين القديمة في وادي الجزي والتي تعود إلى الألف الثالث ق.م ، إلى جانب ذلك قام توماس أثناء رحلاته في عُمان بدراسات أنثروبولوجية غاية في الأهمية.

وليفرد ثيسجر Wilfred Thesiger

قام بعدة رحلات بين جنوب عُمان وشمالها وسجل ملاحظاته لمجموعات من النصب، والمنشآت الحجرية وأشار إلى النصب الموجوده عند السفوح الشمالية لجبال ظفار وفي قمم وادي عندام في المناطق الداخلية من الأراضي العُمانية وأشار إلى أن جميعها تتمركز بتناسق بمحاذاة مجاري الأودية والمسالك وتحمل بعضها نقوشا ربما تكون كتابات ثمودية.

التنقيبات الآثرية:

الاثار قبل أن تصبح مادة قابلة للدراسة تمر بسلسلة من الأعمال الفنية، والعملية تعرف بالتنقيبات الأثرية. وفي سلطنة عُمان بدأت التنقيبات الأثرية بشكل متزامن مع البحث عن الآثار في اليمن منذ منتصف القرن العشرين. 

إلا أن أكثرها انتظاما تلك البعثات الأثرية التي زارت عُمان منذ مطلع السبعينات من القرن العشرين، وجاء ذلك تزامنا مع النهضة الحضارية التي شهدتها السلطنة حيث بدأت البعثات الأوروبية تتوافد إليها بشكل منهجي وعبر اتفاقات رسمية تخول لها العمل في أراضي السلطنة.

ومن البعثات الأوروبية والتي سيتم الحديث عنها بالتفصيل لاحقا مايلي : 

المؤسسة الأمريكية لدراسة الانسان والتي تعرف ببعثة فيليبس

البعثة الدنماركية.

بعثة جامعة هافارد الأمريكية.

البعثة الأوروبية المشتركة.

البعثة الإيطالية – الفرنسية.

البعثة الألمانية.

البعثة البريطانية.

بعثة جامعة برمنجهام.

 

نتائج التنقيبات الأثرية : 

يمكن أن نستنتج من خلال دراستنا لمراحل الاكتشافات الاثرية التي شهدتها سلطنة عمان منذ منتصف القرن العشرين, وحتى الآن عدداً من النتائج: 

لقد قدمت النتائج الأثرية المكتشفة دليلاً علمياً يؤكد بأن (مجان) الوارد اسمها في وثائق ملوك بلاد الرافدين هي عمان.

مرت عمان في تاريخها الإنساني بعصور متتابعة فلا أثر لأي فجوة تاريخية واضحة للاستيطان البشري.

أثبتت المعطيات الأثرية على أن آثار الاستيطان في عمان كان مبكراً جداً, يعود للعصور الحجرية على امتداد الساحل العماني, وعلى ضفاف الأودية الداخلية, والواحات, ويعود أقدمها إلى الألف الرابع ق.م تقريبا. أما أحدثها فيعود إلى الألف الأول ق.م. 

تلك المراكز الاستيطانية خلفت وراءها مجموعة من العناصر الحضارية المحلية تمازجت, وتفاعلت مع عناصر حضارية قادمة من بلاد الرافدين وبلاد السند, وبلاد فارس, واليمن القديم, وهذا دليل على عمق الصلات القائمة في تلك العصور بين عمان والمراكز الحضارية المعاصرة, حيث ساعد الموقع الجغرافي المتميز لعمان ودورها التجاري الذي كانت تقوم به في ذلك التفاعل والتواصل. 

تم الكشف في مناطق متفرقة من السلطنة عن عدد كبير من القبور كانت في الواقع صروحاً بارزو جديرة بالإعجاب, غنية بهياكلها العظيمة, وبمقتنياتها الجنائزية, والمتمثلة في الأدوات الحجرية, والأواني الفخارية منها الملون, والمزخرف, والأسلحة, وأدوات الزينة, وغيرها؛ ويبدو أن بعض المقابر قريبة الشبه بمقابر (جمدت نصر) في بلاد الرافدين, والذي يعود تاريخها إلى نهاية الألف الرابع, وبداية الألف الثالث قبل الميلاد, وهذا ما يؤكد عمق الصلات التاريخية بين المناطق الحضارية التي قامت في شمال وجنوب الخليج العربي منذ العصور القديمة. 

تم الكشف عن آثار لعصر المعادن (النحاس, البرونز), في أطراف الجبال الوسطى العمانية, يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد, وذلك ما يتفق مع إشارات النصوص المسمارية التي ذكرت مراراً بأن (مجان) عمان قديما هي المصدر الرئيس المنتج, والمصدر للنحاس إلى بلاد الرافدين. 

اكتشفت تلك البعثات عدداً من المواقع الأثرية تتمثل في مستوطنات بنيت بالقرب من مصادر المياه, تشتمل على منشآت مدنية, ودينية, وعسكرية, واقتصادية. 

في شمال سلطنة عمان تم الكشف عن عدد من الأبراج الدفاعية التي بنيت بالقرب من مناجم النحاس, وحول المستوطنات القديمة لحمايتها من الطامعين, كما كانت تحتوي على آبار ماء للتزود بالماء عند الحاجة, ويبدو أن تلك الأبراج وفرت الأمان للسكان في المستوطنات؛ وأكثرها شهرة تلك التي تم اكتشافها في عبري, وبات, ولزق, كما أن هناك أمثلة في موقع (هيلي) بدولة الإمارات العربية المتحدة يرجع تاريخها إلى الألف الثالث ق.م.

فالقلاع الدفاعية التي تشتهر بها عمان اليوم ما هي إلا امتداد لتلك القلاع الدفاعية العظيمة التي عثر على آثارها في عدد من المناطق العمانية إلا أن أكثر القلاع إثارة للإعجاب قلعة (لزق) التي تمتد على نطاق قمتين عاليتين تعلوان البطحاء المحيطة بنحو ثمانية أمتار تقريبا, وذلك على مقربة من (سمد) في جبال عمان الشرقية يبلغ عمرها اليوم 3200 سنة.

تم الكشف عن كم من اللقي الأثرية المتنوعة كالفخار, والحلي, والأسلحة تعود إلى الفترة الممتدة من الألف الخامس, وحتى النصف الأول من الألف الأول ق.م؛ كما كشفت عن مواقع أثرية أخرى يمتد تاريخها من القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد ناهيك عن المواقع الغنية بالآثار الإسلامية.

كشفت المسوحات الأثرية عن رسومات صخرية حيوانية, وبشرية بارزة في عدد من كهوف الجبال في شمال, وجنوب سلطنة عمان, كانت نتاج سلسلة من التجارب, والخبرات التراكمية الروحية, والفكرية, وربما تعكس في بعض الحالات نوعاً من التصورات الدينية البدائية.

فمن خلال تلك الرسوم يمكن أن نعرف البيئة المحيطة بالانسان العماني القديم, وأنواع الحيوانات المرتبطة بحياته, والتي كانت تشكل مصدراً لغذائه, وربما مصدراً لرعبه وتحدياته.

أما أساليب إنجازه لذلك الفن الصخري فيتمثل في أسلوب الثقب, أو النقر على الصخر، والبعض الآخر اعتمد اسلوب النقش، والرسم، 

 والحز بواسطة أداة حادة. 

 

وقد نشرت معظم نتائج مسوحات, وتنقيبات البعثات الأثرية العاملة في السلطنة في مجلة الدراسات العمانية (journal of Oman studies) وهي مجلة متخصصة تكتب باللغة الانجليزية, تصدرها وزارة التراث والثقافة, تتضمن هذه المجلة دراسات تاريخية شاملة, كما تتضمن دراسات خاصة بنتائج أعمال البعثات الأثرية التي نفذت في مناطق متفرقة من السلطنة, صدر منها ثلاثة عشر جزءاً حتى الآن, العدد الأول صدر عام (1975م), والعدد الثالث عشر (2004م), وقد انتظم صدورها في الفترة الأخيرة, كما أصدرت وزارة الأعلام, والثقافة في السلطنة عام (1978م) نسخة عربية أسمتها (مجلة دراسات عمانية) اختارت لها مجموعة من البحوث, والمقالات من العددين الأول الصادر عام (1975م), والثاني الصادر عام (1976م). 

 

من كتاب مصادر تاريخ عُمان القديم // أ.د أسمهان سعيد الجرو


نتيجة بحث الصور عن بحث عمان قديما
Read more: http://www.atheer.om/archives/6211/%d9%85%d8%b5%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d8%b9%d9%8f%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d9%85/#ixzz5YA7kodUm

الاثار الناريخية

المعالم الأثرية تزخر السلطنة بالعديد من المعالم الأثرية التي تروي قصة حضارات ضربت بجذورها في عمق النشأة الأولى للإنسان. وتشير المكتشفات ...